الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

محاور المؤدبون ودورهم في تاريخ التربية والتعليم في قصور الخاصة خلال العصرين الأموي والعباسي


1-  أهمية التربية في حياة المجتمعات  .
2- المراد بالخاصة الوارد  ذكرهم في عنوان البحث .
3- تعريف المؤدب في :
                                      أ- الجاهلية .
                                      ب- الإسلام .
4- الفرق بين المعلم والمؤدب .
5- المقصود بالتربية والتعليم في الحضارة الإسلامية .
6- أهمية التأديب عند المسلمين .
7- تاريخ نشأة مهنة التأديب في الإسلام .
8-كيفية اختيار المؤدبين لأبناء الخاصة .
9- شروط المؤدبين لأبناء الخاصة .
10-  أماكن تأديب أبناء الخاصة .
11- الأساليب التربوية التي أتبعت في تربية أبناء الخاصة خلال العصرين الأموي والعباسي
12 – تعليم أبناء الخاصة  من حيث :
أ – مراحل التعليم .
ب- سن التعليم .
13 - أهمية التعليم الجماعي وأثره على أبناء الخاصة .
14- مناهج التدريس لأبناء الخاصة .
15- أهمية بعض مناهج الدراسة ( النحو ، الشعر ، الأنساب ).
16- عقوبة الضرب :
أ - عقوبة الضرب في التربية الإسلامية ، ومدى تطبيقها على أبناء الخاصة .
ب- آلة الضرب وطريقته وشروطه .
17- عقائد المؤدبين وأثرها في أبناء الخاصة .
18- مخصصات مؤدبي أبناء الخاصة .
19- المؤدبون ووضعهم في المجتمع في بلاد العالم الإسلامي :
أ – مكانة المؤدبين الاجتماعية .
ب- التعريف ببعض أحوال المؤدبين :
1- نماذج من المؤدبين في العصر  الأموي .
2- نماذج من المؤدبين في العصر العباسي .
3- نماذج من المؤدبين في الدويلات المستقلة




أبرز المضامين الــتربـوية تحليل محتوى رسالة ( الآراء التربوية لابن القيم )

            كلية الدعوة وأصول الدين
              قسم التـ(مسائي)ـربية

أبرز المضامين الــتربـوية
تحليل محتوى رسالة ( الفكر التربوي عند ابن القيم )
 للدكتور حسن بن علي الحجاجي

إعداد الباحث  :
فواز بن زاكي الأحمدي

إشراف الأستاذ الدكتور:
عيـد بن حجيج الجـهني

الفصل الدراسي الأول
1434هـ/1435هـ


.............................................................................................

مستخلص الدراسة
 عنوان الدراسة : أبرز المضامين التربوية تحليل محتوى رسالة " الفكر التربوي عند ابن القيم " ، للدكتور حسن بن علي الحجاجي.
 للباحث :  للباحث : فواز بن زاكي الأحمدي ، الجامعة الإسلامية ، كلية الدعوة وأصول الدين ، قسم التربية الإسلامية ، الفصل الدراسي الأول 1434 – 1435هـ .
وهدفت الدراسة : إبراز المضامين التربوية تحليل محتوى رسالة الفكر التربوي عند ابن القيم ،  باستخدام الطريقة الاستنباطية ، والتي تعد أحد أساليب المنهج الوصفي .
و اشتملت الدراسة : على أربعة فصول ، الفصل الأول : الإطار العام للدراسة ،و مشكلة الدراسة ، وأهداف الدراسة ،وأهمية الدراسة ، ومنهج الدراسة ، وحدود الدراسة ، ومصطلحات الدراسة ، والدراسات السابقة ، أما الفصل الثاني : اشتمل على ست مباحث ، المبحث الأول : التعريف بابن القيم ، والمبحث الثاني : شيوخه،والمبحث الثالث :منزلته ومكانته ، والمبحث الرابع : أقوال العلماء فيه ، والمبحث الخامس :وفاته ، أما الفصل الثالث : واشتمل على خمسة  مباحث ، المبحث الأول : أسم الرسالة وبعض طبعاتها ، والمبحث الثاني : وصف الرسالة وطريقة تأليفها ، والمبحث الثالث : أبواب الكتاب وفصوله ، أما الفصل الرابع : فتكون من خمسة مباحث ، المبحث الأول: أهمية النمو الخلقي عند الطفل ومراحله ، المبحث الثاني: الصحة النفسية ،المبحث الثالث:فلسفة ابن القيم في تربية الطفل ، المبحث الرابع :فلسفة ابن القيم في التعليم ، المبحث الخامس : أوجه الشبة والاختلاف بين الفكر التربوي عند ابن القيم والفكر الحديث .
وأهم النتائج التي توصلت لها الدراسة : التركيز على التربية العقلية والنفسية  والاجتماعية والثقافية من خلال استخدام الأسلوب حل المشكلات، التربية على أهمية إثارة دافعية المتعلم ، الاهتمام بمرحلة الطفولة والمراهقة في حياة المتعلم ، مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة، الاهتمام بالتربية الخلقية من خلال توظيفها التوظيف الصحيح ، تنمية شخصية الطالب وقدراته الإبداعية ،التركيز على التعلم الذاتي ، العمل على احترام المعلم والاهتمام به عن طريق الترقيات والحوافز، التركيز على التربية المستمرة وإتاحة الفرصة للجميع للحصول على المعرفة .
ومن توصيات الدراسة : إعداد البحوث التربوية التي تتناول دراسة الفكر التربوي لدى العلماء المسلمين ،أهمية غرس القيّم الأخلاقية الإسلامية وتنميتها لدى الناشئة في مجال التربية والتعليم .
.





Extract study

 Study Title: Educational Implications message content analysis "of educational thought when the son of values," Dr Hassan bin Ali Al-Hajjaji.
 INT: Scientists: Fawaz bin Zaki Al-Ahmadi, the Islamic University, Faculty of Da'wa and the fundamentals of Islam, Islamic Education Department, first semester 1434 - 1435 AH.
The aim of the study: to highlight the implications of the analysis of the content of the educational message of educational thought when the son of values, using the method Alastenbatih, which is a descriptive approach methods.
And the study included: four chapters, the first chapter: the general framework for the study, and the problem of the study, the objectives of the study, and the importance of the study, and the methodology of the study, and the limits of the study, and the terms of the study, and previous studies, Chapter II: included six sections, the first section: Definition Son of values, and the second topic: the elderly, and the third topic: the stature and prestige, and the fourth topic: the statements of the scholars, and the fifth topic: death, while the third chapter and included five sections, the first section: the name of the letter, and some editions, the second topic: the description of the message and the method of its formation , and the third topic: the doors of the book and its chapters, Chapter IV: Vtkon of five sections, the first section: the importance of moral development of the child and its stages, the second topic: mental health, third topic: the philosophy of Ibn al-Qayyim in child-rearing, the fourth topic: the philosophy of Ibn al-Qayyim in Education, Section V: similarities and differences between the educational thought when the son of values ​​and modern thought.
The most important findings of the study: Focus on Education mental, psychological, social and cultural rights through the use of the method to solve problems, education on the importance of stirring motivation of the learner, attention to childhood and adolescence in the life of the learner, taking into account individual differences among students, interest in education congenital by employing recruitment right , the development of the student's personality and creative abilities, focus on self-learning, work on respect for the teacher and the interest in it by promotions and incentives, focus on continuing education and the opportunity for everyone to get the knowledge.
It is the study's recommendations: Prepare educational research which deals with the study of educational thought among Muslim scholars, the importance of instilling the Islamic moral values ​​and development among emerging in the field of education
.
.........................................................................................................................................................................................................................
  
الفصل الأول
الإطار العام للدراسة
مـقـدمـة :
 الحمد لله ذو العطاء والإحسان ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للأنام ، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .                                                          أمـا بـعـد ...
يُعدّ البحث في الفكر التربوي الإسلامي عبارة عن مجموعة من الأسس النظرية والمفاهيم ولمعاني التي تكمن خلف مظاهر السلوك الإنساني  ، وذلك لما يحتويه هذا الفكر من قيم وأهداف عظيمة نحن بحاجة لتوظيفها في تصحيح بعض مسارات التربية والتعليم ، كما أن الأفكار التربوية الإسلامية هي التي ينادي بها الفكر التربوي الحديث،و لا يزال هناك نقص كبير في مثل هذه الدراسات التي تدور حول الفكر التربوي الإسلامي إذا ما قورنت بالدراسات المقدمة في مجال الفكر التربوي الحديث والمعاصر.
كما أن الفكر التربوي الإسلامي يتميز بأصالته وقدرته على تفسير ومعالجة الظواهر التربوية والعلاقات الإنسانية بشكل واضح ،  كما يهدف إلى المحافظة على التراث الإسلامي الروحي ، وتدعيم مبادئ المجتمع وأهدافه ، ومن العلماء المسلمين  أبدعوا في الفلسفة التربوية وألفوا بها العديد من المؤلفات الإمام  ابن القيم الجوزي رحمه الله، وقد تميز ابن القيم  في علوم متعددة كالتفسير ،والحديث ، والفقه، والزهد، والوعظ ، والتاريخ ،والطب وغير ذلك ، ولقد تضمن الفكر التربوي عند ابن القيم موضوعات مهمة في مجالات التربية و منها  : التربية العقلية،  وموضوع الذكاء والحمق ، التربية الإيمانية ، التربية الروحية ،التربية الفكرية ، التربية العاطفية ،التربية الأخلاقية ، والتربية السياسية،  فترة الطفولة ،وبالنشء ومراحل تعليمه و العديد من المبادئ والأساليب التربوية ، و اشتملت الدراسة على ذكر المضامين التربوية للفكر التربوي لابن القيم في بعضاً من مؤلفاته التربوية ككتاب الأذكياء ، كتاب الفوائد ، كتابه مختصر منهاج القاصدين ، كتاب تربية المرأة ، كتابه صيد الخاطر ، كتابه مختصر منهاج القاصدين التي احتوت العديد من الأفكار التربوية التي سنتطرق لها .
 مشكلة الدراسة
تتحدد مشكلة الدراسة في الإجابة على السؤال التالي :
o     ما هي المضامين التربوية للفكر عند الإمام ابن القيم ؟
أهداف الدراسة    
إلقاء الضوء على الآراء و الفكر التربوية عند ابن القيم  ، وإبراز الأُسس الفلسفية والثقافية ، والاجتماعية التي قام عليها هذا الفكر الإسلامي ، وذلك للمساهمة في الكشف عن إسهامات العلماء المسلمين في مجال التربية والفكر التربوي.
 أهمية الدراسة
أنها تتناول فكر الإمام ابن القيم التربوي ، من خلال استعراض المتوفر من مصنفاته ومؤلفاته ،  وكذلك أنها  تقدم للمربين والمفكرين ورجال العلم ، والمعلمين ، والمتعلمين من خلال تعريفهم بأهم أفكار ابن القيم التربوية، والفلسفية  والتي يمكن تطبيقها في وقتنا الحاضر، كما توجه عنايتهم إلى أهم كتب الإمام التربوية التي ركزت في المضامين والآراء  التربوية والتعليمية .
منهج الدراسة
استخدم في الدراسة المنهج الوصفي ، لما ألفه ابن القيم في مؤلفاته .
حدود الدراسة
الحدود الموضوعية: رسالة " الفكر التربوي عند ابن القيم "  للدكتور حسن بن علي الحجاجي.
 الحدود الزمانية : الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 1434 – 1435هـ
مصطلحات الدراسة

المضامين في اللغة [1]: ما في بطون الحوامل من كل شئ كأنهن تضمنه , وقال أبو عبيدة المضامين هي ما في أصلاب الفحول, وهي جمع مضمون ,ومنه قولهم مضمون الكتاب كذا وكذا , والمضمون المحتوى ومنه مضمون الكتاب ما في طيه ,ومضمون الكتاب فحواه وما يفهم منه والجمع مضامين.

التعريف الاصطلاحي للمضامين التربوية : بأنها كافة المغازي والأنماط والأفكار والقيم والممارسات التربوية التي تتم من خلال العملية التربوية لتنشئة الأجيال المختلفة عليها وتحقيقا للأهداف التربوية المرغوب فيها.

يُعرف الفكر التربوي [2]: " بأنه جزء من الفكر العام وهو عبارة عن نوع من الفكر الإنساني يبحث في النظام التربوي ويتكون من مجموعة من العناصر المختصة بالعملية التربوية التي تتمحور حول المعلم والمتعلم والمنهاج وطرق التدريس والإدارة التربوية ،وأماكن التعليم ، كما يعتبر الفكر التربوي نتاجًا عقليًا ، يستخدم العمليات العقلية الرئيسية كالتصور ، والتخيل ، والاستنتاج والاستدلال القائم على الإدراك فالمعرفة،فالسلوك الناتج عن الخبرة المستخدمة في المجالات التربوية المختلفة" .
 ويُعرف الباحث الفكر التربوي عند ابن القيم : هي مجموعة الآراء التي أنتجها فكر ابن القيم الموجهة نحو التربية والتعليم من خلال مؤلفاته التي تتعلق بالعملية التعليمية المتمثلة في الأهداف التربوية ، والمجالات التربوية ، والتطبيقات التربوية  .
الدراسات السابقة[3]
1)   دراسة بعنوان "من ملامح الفكر التربوي عند الإمام أبي الفرج بن الجوزي في تربية الطفل " للدكتور حسن إبراهيم عبد العال [4]،  ركزت الدراسة على جوانب التربية للطفل في جميع مراحله وكيفية التعامل مع كل مرحلة من هذه مراحله العمرية ، واستخدم المنهج التحليلي في دراسته ،ومن النتائج التي توصلت لها الدراسة أن الاستجابة لمطالب الطفل تؤثر على مشاعره المتعلقة بهذه المطالب ، كما أن إشباع حاجاته يؤدي إلى تعليمة كثيرا من أنماط السلوك ، أو يعدل بعض هذه الأنماط ، والتوسل لرياضة الطفل وتأديبه وتعليمة الاتجاهات والقيم والمعايير السلوكية المرغوبة أو بعبارة أخرى تطبيعه اجتماعياً.
2)   دراسة بعنوان "الأفكار التربوية المتضمنة في كتابات ابن الجوزي " للدكتورة سوزان محمد المهدي [5] ، وقد استخدمت في الدراسة المنهج التاريخي  والمنهج التحليلي الفلسفي المستوحاة من مؤلفاته ، وتبسيط الإطار العام لفكرة التربوي على ضوء العوامل التي أثرت في شخصيته ، ومن نتائج الدراسة أن ابن القيم نبه لأمور لم ينتبه إليها علماء النفس إلا حديثاً ، أكد ابن القيم على الربط بين العقل والسمات الانفعالية ، اهتم ابن القيم  بقيمة الوقت ، وجوب حفز همة طالب العلم ، نادى بتكوين العادات الطيبة في مرحلة الطفولة لأثرها العظيم في غرس السلوكيات والآداب الصالحة أو السيئة ، أهمية دور الوالدين في عملية تربية الأطفال ، اهتم ابن القيم بمراحل الطفولة ،أوضح ابن القيم العوامل المساعدة على التعلم الجيد .
3)   بدراسة بعنوان"ابن الجوزي ونظراته في التربية والتعليم " للدكتور جليل رشيد فالح  [6]،وقد عمدت الدراسة في إيضاح التصورات الفلسفية والنظريات لدى ابن القيم الجوزي تجاه التربية بشكل عام ، واستخدم المنهج التحليلي ، وقد توصلت الدراسة إلى توفير الظروف الملائمة للتعلم ، وأهمية قيمة الوقت ، كما يرى ابن القيم أن العلم يبوئ الإنسان مكانة عالية في المجتمع .
o     واتفقت الدراسات السابقة  مع الدراسة الحالية بأنها دراسة للفكر التربوي لابن القيم في مؤلفاته .
o   أن دراسة "الأفكار التربوية المتضمنة في كتابات ابن الجوزي  " دراسة للآراء التربوية وهو  مقارباً في العنوان للدراسة الحالية.
o  بعض الدراسات كانت موضوع من التربية بشكل خاص كالدراسة "من ملامح الفكر التربوي عند الإمام أبي الفرج بن الجوزي في تربية الطفل " ، ودراسة "ابن الجوزي ونظراته في التربية والتعليم "  
  
 ...........................................................................................................  

  
حواشي الفصل الأول

1.     العساف ، صالح ، المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية ، ص(43)
2.     بركات ، أحمد ، في الفكر التربوي الإسلامي ، دارالمريخ ، الرياض
3.     أفدت من بعض المراجع الدعوية في معرفة منهج ابن الجوزي في الدعوة إلى الله تعالى ومن أهمها :
سميرة جمجوم : " المعوقون للدعوة الإسلامية " – دار المجتمع – جدة – 1407 هـ ، وعلى جريشة : " مناهج الدعوة وأساليبها " – دار الوفاء – 1407 هـ - مصر .، وعلى عبد الحليم محمود : " فقه الدعوة إلى الله " – دار الوفاء – المنصورة – الطبعة الثالثة – 1412هـ .، وأبو الحسن الندوي : " حكمة الدعوة وصيفة الدعاة " – دار عرفات – الهند – بدون تاريخ . ، وعبد الرحمن النحلاوي : " أصول التربية الإسلامية " – دار الفكر – دمشق – الطبعة الأولى – 1399 هـ . 
4.     عبدالعال ، حسن ابراهيم ، رسالة الخليج العربي ، السعودية ، 1984 ، ص 21-72
5.     المهدي ، سوزان محمد ، مجلة كلية التربية  -العدد السادس والعشرون ،ج3 ، 2002م
6.     فالح ، جليل رشيد ، ادب الرافدين ، العراق ، 1979، ص294 -328

........................................................................................................... 
  

الفصل الثاني
التعريف بابن القيم

المبحث الأول : التعريف بالإمام ابن القيم [7]
ولد ابن القيم في مدينة بغداد ، في " درب حبيب " في سنة ( 510هـ ) تقريباً ، ولد الإمام " عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن  عبيد الله بن عبد الله بن حُمَّادي بن أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، القرشي التيمي البكري البغدادي الحنبلي [8].
" مراقبة ابن الجوزي لطلائع النهضة العربية الجديدة للخلافة العباسية ، ابتداءً من خلافة المسترشد بالله حتى عصر المستضيء بأمر الله . كان الخلفاء العباسيون قبيل ذلك أُلعوبة بأيدي السلاجقة ، وكان عملهم في الحوادث لا يتجاوز عمل المراقب ، خشِية الدخول في دائرة الصِّراعات القائمة بين صفوف السلاجقة أنفسهم ،ولما سقطت الدولة الفاطمية سنة ( 567هـ ) صَنَّف ابن الجوزي كتابه (النَّصر على مِصر) " [9]. وكان يفخر بذلك بقوله : " ولم ير لواعظٍ قَطّ مثل مجلسي جمع الخليفة والوزير وصاحب المخزن وكبار العلماء " [10] .
وكان ابن الجوزي يفتخر بنسبه إلى بيت أبي بكر الصديق  رضي الله عنه ، ويذكِّرُ أهله بهذه النعمة ، ففي وصيته لابنه التي سمَّاها " لفتة الكبد " قال له : " يا بُنَيّ ، واعلم أننا من أولاد أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – وأبونا القاسم بن محمد بن أبي بكر " ثم تشاغل سلفنا بالتجارة والبيع والشراء ، فما كان من المتأخرين من رُزق هِمة في طلب العلم غيري ، وقد آل الأمرُ إليك فاجتهد أنْ لا تخيِّب ظني " [11]، وقد تحَّدث عن نفسه في كتابه " صيد الخاطر " فقال : " فأقول عن نفسي وما يلزمني حال غيري : إنَّني رجل حُبِّب إليّ العلم من زمن الطفولة فتشاغلت به ، ثم لم يحبب إلي فنٌّ واحد منه ، بل فنون ، ثم لم تقتصر هِمَّتي في بعض فن على بعضه ، بل أرومُ استقصاءه .. "[12]
قال عنه ابن كثير في البداية والنهاية: " أحد أفراد العلماء برز في علوم كثيرة وانفرد بها عن غيره وجمع المصنفات الكبار والصغار نحوا من ثلاثمائة مصنف وكتب بيده نحواً من مائتي مجلدة وتفرد بفن الوعظ الذي لم يسبق إليه ولا يلحق شأوه فيه وفي طريقته وشكله وفي فصاحته وبلاغته وعذوبته وحلاوة ترصيعه ونفوذ وعظه وغوصه على المعاني البديعة وتقريبه الأشياء الغريبة فيما يشاهد من الأمور الحسية بعبارة وجيزة سريعة الفهم والإدراك بحيث يجمع المعاني الكثيرة في الكلمة اليسيرة هذا وله في العلوم كلها والمشاركات في سائر أنواعها من التفسير والحديث والتاريخ والحساب والنظر في النجوم والطب والفقه وغير ذلك من اللغة والنحو وله من المصنفات في ذلك ما يضيق هذا المكان عن تعدادها وحصر أفرادها منها كتابه في التفسير المشهور بزاد المسير وله تفسير أبسط منه، ولكنه ليس بمشهور ، وله جامع المسانيد استوعب به غالب مسند أحمد وصحيحي البخاري ومسلم وجامع الترمذي، وله كتاب المنتظم في تواريخ الأمم من العرب والعجم في عشرين مجلداً قد أوردنا في كتابنا هذا كثيراً منه من حوادثه وتراجمه ، وكان في مدة حبسه مشتغلاً بتلاوة القراَن بالتدبر والتفكر، ففتح عليه من ذلك خير كثير، ، وحج مرات كثيرة، وجاور بمكة،وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة"[13] .
كان ابن الجوزي ينفق على نفسه من كسبه الخاص ، وقد ترك له والده " علي بن محمد  رحمه الله تعالى ثروة مالية انتفع بها في بعض أطوار نشأته ، وقد كان أسلافه يعملون بتجارة " النحاس " ، ولهذا السبب كان ابن الجوزي يكتب في بعض سماعاته " عبد الرحمن بن علي الصفًّار " [14] .
  المبحث الثاني : شيخوخة [15]
صنَّف ابن الجوزي كتاباً في (ميشخته ) ضمَّنه تسعة وثمانين شيخاً ، منهم ثلاث نسوة من حملة العلم . وقد تحصَّل من خلالهم على الإجازات والإفادات ، واكتساب أخلاق وآداب العلم والعلماء ، وقد أشار في كتابه :  ( المنتظم ) إلى أوَّلِ مجلس حضره للإفادة ، وكان للشيخ " محمد بن محمد الخزيمي " ، وقد أقبل أبو الفرج ينهل من معين العلم في المؤسسات البغدادية إلى آخر رمق من حياته ، فأكسبه ذلك معرفة حملة العلم الذابين عن حياضه ، الداعين إلى معرفة الله ورضوانه .                                                              
1-
عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي (ت 38ه)
2-
محمد بن عبد الباقي البغدادي (ت 564هـ )
3-
إبراهيم بن دينار النهرواني  (ت 556هـ )
4-
موهوب بن أحمد الجواليقي (ت 540هـ )
5-
عبد الرحمن بن محمد القزاز (ت 535هـ )
6-
يحيي بن هيبره الذهلي (ت560هـ )
7-
أحمد بن الحسن بن البناء (ت 527هـ )
8-
هبة الله بن محمد الحصين (ت 525هـ )
9-
محمد بن ناصر السلامي (ت 550هـ )
10-
أبو الحسن البراندسي (ت 586 هـ )
 المبحث الثالث : منزلته ومكانته
كان ابن القيم  علامة عصره في التاريخ والحديث والوعظ والجدل والكلام، وقد جلس للتدريس والوعظ وهو صغير، وقد أوقع الله له في القلوب القبول والهيبة، فكان يحضر مجالسه الخلفاء والوزراء والأمراء والعلماء والأعيان، وكان مع ذيوع صيته وعلو مكانته زاهدًا في الدنيا متقللا منها، وكان يختم القرآن في سبعة أيام، ولا يخرج من بيته إلا إلى المسجد أو المجلس، ويروى عنه أنه كان قليل المزاح،
يقول عن نفسه: "إني رجل حُبّب إليّ العلم من زمن الطفولة فتشاغلت به، ثم لم يحبب إلي فن واحد بل فنونه كلها، ثم لا تقصر همتي في فن على بعضه، بل أروم استقصاءه، والزمان لا يتسع، والعمر ضيق، والشوق يقوى، والعجز يظهر، فيبقى بعض الحسرات،
حتى قال العلامة الذهبي " وصنَّف شيئاً لو عاش عمراً ثانياً ، لما لحق أن يحرره ويتقنه " [16].
  وقد بدأ ابن القيم تجربة موهبته في الوعظ والخطابة في سن السابعة عشرة، وما لبث أن جذب انتباه الناس فأقبلوا على مجلسه لسماع مواعظه حتى بلغت شهرته في ذلك مبلغًا عظيمًا، فلم يعرف تاريخ الوعظ والمجالس الدينية مجلسًا كمجلس ابن القيم  الجوزي يحفل بعدد هائل من المريدين يصل إلى عشرة آلاف رجل،
وكان يحضر مجلسه الخلفاء والأمراء والسلاطين والوزراء، وكان مجلسه بإزاء داره على شاطئ دجلة بالقرب من قصر الخليفة، فكانت الأرض تُفرش بالحصير ليجلس عليها الناس، ثم يصعد ابن القيم المنبر، ويبتدئ القرّاء بقراءة القرآن، يتناوبون التلاوة بأصوات شجية مطربة، فإذا فرغوا من التلاوة بدأ ابن القيم خطبته، فتناول فيها تفسير الآيات التي تلاها القراء، فيأخذ بألباب وعقول سامعيه، ينظم فيها عقود الحكمة ورقائق الزهد والمواعظ، بما يرقق القلوب ويحرك الأشجان، فتدمع العيون، وتخشع النفوس، وتذوب المشاعر في خشوع وجلال للخالق العظيم يحركها الشوق والوجد والإيمان.
المبحث الرابع :أقوال العلماء فيه
وقال الإمام الذهبي : " كان رأساً في التذكير بلا مدافعة ، يقول النظم الرائق والنثر الفائق بديهاً ، ويسهب ويعجب ، ويطرب ويطنب ، لم يأتِ قبله ولا بعده مثله ، فهو حامل لواء الوعظ والقيم بفنونه .... وكان بحراً في التفسير ، علامة في السير والتاريخ ، موصوفاً بحسن الحديث ومعرفة فنونه ، فقيهاً ، عليماً بالإجماع والاختلاف " [17]، واتفق العلماء [18]على الثناء على ابن القيم فمدحوا علمه وورعه ومهارته في الخطابة والفقه والحديث والتاريخ والأدب، قال عنه ابن كثير: "أحد أفراد العلماء، برز في علوم كثيرة، وانفرد بها عن غيره، وجمع المصنفات الكبار والصغار نحوًا من ثلاثمائة مصنف"[19] .
قال الحافظ الذهبي رحمه الله : " ومع تبحُّر ابن الجوزي في العلوم وكثرة اطلاعه وسعة دائرته ، لم يكن مبرزاً في علم من العلوم ، وذلك شأن كل من فرق نفسه في بحور العلم ، ومع أنه كان مبرزاً في التفسير والوعظ والتاريخ ، ومتوسطاً في المذهب ، متوسطاً في الحديث ، له اطلاع تام على متونه ، أما الكلام على صحيحه وسقيمه ، فماله فيه ذوق المحدثين ، ولا نقد الحفاظ المبرزين " [20]
المبحث الخامس : مؤلفاته
لقد بلغ عددُ مصنَّفات ابن القيم في فهارس مكتبات العالم (574) مؤلَّفاً ، كما أن لابن القيم العديد من التأليف المفقودة ، وهذه قائمة بأشهر مؤلفات ابن القيم المطبوعة ، مع بيان موضوع كُّل كتاب :



تسلسل
اسم الكتاب
موضوع الكتاب
1-
" زاد المسير في علم التفسير "
تفسير القرآن بالمأثور
2-
" صيد الخاطر "
سوانح وتأملات
3-
" صفة الصفوة
تراجم الزهاد والأولياء
4-
" العلل المتناهية في الأحاديث الواهبة "
نقد الأحاديث والعلل
5-
" الموضوعات "
بيان الأحاديث الموضوعة
6-
" تلبيس إبليس
طرق الشيطان في الإغواء
7-
" المنتظم في أخبار الملوك والأمم"
تاريخ الدول
8-
" أحكام النساء "
أحكام المرأة
9-
" دفع شبهة التشبيه "
ردّ على المجسِّمة
10-
" المصباح المضيئ في خلافة المستضئٍ"
ترجمة الخليفة العباسي
11-
" نزهة العيون والنواظر في علم الوجوه والنظائر"
علوم القرآن
12-
" أخبار أهل الرسوخ في الفقه "
الناسخ والمنسوخ
13-
" الأذكياء "
أخبار الأذكياء
14-
" أعمار الأعيان "
تراجم
15-
" المشيخة "
أسماء شيوخ ابن الجوزي
16-
" مناقب الإمام أحمد "
ترجمة الإمام أحمد
17-
" كشف المشكل من حديث الصحيحين "
الحديث الغريب
18-
" لفتة الكبد إلى نصيحة الولد "
وصيته لأحد أبنائه































المبحث السادس : وفاته [21]                                                                                     
 توفي ابن القيم ليلة الجمعة في 12 من رمضان 597هـ،  عن عمر بلغ سبعا وثمانين سنة بعد أن مرض خمسة أيام، فبكاه أهل بغداد، وازدحموا على جنازته، حتى أقفلت الأسواق، فكان ذلك يومًا مشهورًا مشهودًا.

.........................................................................


حواشي الفصل الثاني

7.     عَّرف ابن الجوزي نَفْسَه في كثير من مصنَّفاته ، ومنها : " لفتة الكبد إلى نصيحة الولد " ، و" صيد الخاطر " و " المنتظم " . 
8.     ابن كثير ، البداية والنهاية ، ص ( 13 - 32 ) .
9.     الحافظ الذهبي ، تاريخ الإسلام ، ج  8، ص( 190 ) .
10. ابن القيم الجوزي ، المنتظم ، ص( 284 )
11. ابن  الفيم الجوزي ، لفتة الكبد ،  ص ( 75 )
12. ابن القيم الجوزي ،صيد الخاطر،  ص( 33 )
13. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ص ( 13 - 32 )
14. الذهبي  ، تذكرة الحفاظ ، ج 4 ص( 1344 ) .
15. ابن كثير ، المنتظم ، ( 9 ، 221 )
16. الذهبي ، سير أعلام النبلاء ،  (21/378)
17. المرجع السابق ، ( 21/367 ) .
18. ومن أشهر الأعلام الذين عاشوا في عصر ابن الجوزي : " ابن عقيل الحنبلي " ( 513هـ ) ،  و " أبو الحسن الزاغوني " ( 527هـ ) ، و " أبو منصور الجواليقي " ( 539هـ ) ، و " عبد القادر الجيلي " ( 561هـ ) و " أبو سعد السمعاني "    ( 562هـ ) ، و " ابن بختيار البغدادي "( 579هـ) ، و" سبط ابن التعاويذي " (583هـ ) و " برهان الدين الفرغاني "       ( 593هـ ) ، و " محمد بن إدريس الحَلِّي " ( 597هـ ) . وكانوا على اتجاهات ومذاهب متعّددة في العلم والاعتقاد .
19. ابن كثير ، البداية والنهاية ، ص ( 13 - 32 )
20. الذهبي ، تاريخ الإسلام ، ص (300).
21.  الذهبي  ،سير أعلام النبلاء ، ( 21/ 378 ـ 380 )


  .............................................................................................. 


الفصل الثالث
التعريف بالرسالة وقيمتها التربوية

المبحث الأول : اسم الرسالة وبعض طبعاتها
عبارة عن دراسة  قدمت لقسم التربية بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لنيل درجة الدكتوارة : في التربية الإسلامية ،بعنوان :( آراء ابن القيم التربوية ) للدكتور حسن بن علي بن حسن الحجاجي[22]، وقد أوصت لجنة المناقشة منح الباحث درجة الدكتوراه في التربية الإسلامية بتقدير ممتاز مع التوصية بطباعة الرسالة وجعل العنوان (الفكر التربوي عند ابن القيم ).
وقد طُبعت في دار حافظ للنشر والتوزيع  ،عام 1408هـ-1988م ،جده ، (الطبعة الأولى ) ، وأيضاً طُبعت في دار الهدى للنشر والتوزيع ،1408هـ-1988م ، الرياض، (الطبعة الأولى ).
المبحث الثاني : وصف الرسالة وطريقة تأليفها
اشتملت الرسالة في دراسة  الفكر التربوي لابن القيم ، في عدد من مؤلفاته التربوية ككتاب الأذكياء ، وكتاب الفوائد ، وكتابه مختصر منهاج القاصدين ، وكتاب تربية المرأة ، وكتابه صيد الخاطر ، وكتابه مختصر منهاج القاصدين التي احتوت العديد من الأفكار التربوية  ، وقد تكون البحث من574 صفحة ،وقد كانت الرسالة بعنوان (آراء ابن القيم التربوية ) ، ثم عُدِل عنوان الرسالة إلى ( الفكر التربوي عند ابن القيم ) ، وقد تدرج الباحث في موضوعات التربية المختلفة من مؤلفات ابن القيم ، ومقارنة تلك الآراء بالفكر التربوي الحديث المعاصر ، وكانت لغة الكتابة في الرسالة سهلة وبعيدة عن التعقيد و الحشو والزيادة في الكثير من الأحيان ، كما ركز المؤلف على تلخيص مضمون الفكرة التي يريد  طرحها على شكل  نقاط  ، مستعرضاً  في الرسالة العديد من مؤلفات ابن القيم التربوية مع إشارته لذلك ، كما أن حجم الأبواب متفاوت  من حيث أرقام الصفحات.
 المبحث الثالث: أبواب الكتاب وفصوله
يتكون البحث على أربعة أبواب تتلوها خاتمه :
الباب الأول : مدخل عام للبحث
ويشمل على فصلين ، وعدد صفحاته ( 67 صفحه)
الفصل الأول : خطة  البحث
الفصل الثاني : ابن القيم وعصره الذي عاش فيه .
الباب الثاني : رأي ابن القيم في الإنسان والتربية
 ويشمل على فصلين ، وعدد صفحاته (81 صفحة )
الفصل الأول : رأي ابن القيم في الإنسان الذي هو محور العملية التربوية
الفصل الثاني : مفهوم التربية وبعض متعلقاتها .
الباب الثالث : جوانب التربية عند ابن القيم
ويشمل تسعة فصول ، وعدد صفحاته (50 صفحة )
الفصل الأول : التربية الإيمانية
الفصل الثاني : التربية الروحية
الفصل الثالث : التربية الفكرية
الفصل الرابع: التربية العاطفية
الفصل الخامس: التربية الخلقية
الفصل السادس: التربية الاجتماعية
الفصل السابع : التربية الإرادية
الفصل الثامن : التربية البدنية
الفصل التاسع : التربية الجنسية .
الباب الرابع : التوجيهات التربوية العامة لنجاح التربية عند ابن القيم .
صفحاته ( 132) ، ويتكون ويشمل ثلاث فصول
الفصل الأول : المحتوى العلمي والمعرفي عند ابن القيم
الفصل الثاني : عوامل النجاح في تقديم المحتوى وطريقة تلقيه
الفصل الثالث : توجيه المؤسسات التربوية.
و الخاتمة ، وتشمل على :
 الخلاصة ،  النتائج ،  والتوصيات ، وما نستفيد من فكر ابن القيم التربوي في تربيتنا المعاصرة .

................................................................................................


حواشي الفصل الثالث

20. موجه التربية الإسلامية بإدارة التعليم بمكة المكرمة ، كما عرف نفسه في عنوان الرسالة المطبوعة














 ...............................................................................................

  
الفصل الرابع
  المضامين التربوية( للفكر التربوي عند ابن القيم )

المبحث الأول : أهمية النمو الخُلقي عند الطفل ومراحله
إنَّ التربية الخُلقية هي روح التربية الإسلامية، و لتكوين الخلق السوي في الطفل ينبغي أن تعلمه الواجبات التي ينبغي عليه القيام بها، وهذا التعليم يتم بالقدوة والتربية والتوجيه [23]،وإنَّ الأخلاق في السنة النبوية لم تدع جانبًا من جوانب الحياة الإنسانية إلَّا رسمت له المنهج الأمثل للسلوك الرفيع في تناسق وتكامل وبناء؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم قد بلغ القمة في الأخلاق، خاطبه تعالى بقوله(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [24].
" وفي هذه المرحلة من حياة الإنسان وهي مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة تتوسع دائرة علاقاته الاجتماعية وارتباطاته بالآخرين في الحي والمدرسة وجمعيات النشاط، ويحتاج إلى التكيف السليم مع المواقف والاتجاهات الجديدة في حياته، ويبدأ في تمييز الأفعال وأنماط السلوك التي تكون محل رضا الآخرين أو سخطهم، ويرتبط سرور وسعادة الطفل برضا الآخرين عنه، كما يرتبط ألمه وتعاسته بسخطهم عليه وهو ما يعتبر البداية الصحيحة لتكوين الخلق القويم، وهذا النمو الخلقي الإيجابي يجعل الطفل يحاول دومًا الموائمة بين رغباته ورغبات غيره، وبين نوازعه ودوافعه والقيم الدينية والخلقية والعرف والعادات والتقاليد الاجتماعية والنظام والقوانين، وبذلك تبدأ معالم المسئولية الأخلاقية في البروز لدى الطفل حتى تتكامل في المرحلة الثالثة للنمو الخلقي بتكامل النضج العقلي والوجداني للطفل، وفي هذه المرحلة لابد من الاهتمام بالميل الطبيعي للمحاكاة والتقليد والاقتداء لدى الناشئ، لأنه من أهم أسس التربية الخلقية واكتساب القيم والفضائل وتنمية الخير في الإنسان، وهذا ما أبرزته السنة النبوية المطهرة ودعت إلى وجوب مراعاته بالتبصر الحكيم من طرف الآباء والمربين وكافة المسئولين عن تعليم وتربية الناشئين، وأن يكونوا القدوة المثلى في الخلق القويم والسلوك الكريم وضبط النفس واحترام الذات والتحلي بالفضائل والخصال الحميدة، في هذه المرحلة وهي مرحلة البلوغ والمراهقة يبدأ النمو الخلقي في الرسوخ والثبات، ويتكامل بتكامل النضج العقلي والنفسي والاجتماعي في نهايتها، وبذلك يصبح الإنسان قادرًا على ضبط نوازعه والتحكم في دوافعه، وإخضاع ذاته للمثل العليا التي تشربها ورسخها في داخل نفسه وجعلها معيارًا لمواقفه الأخلاقية وتصرفاته السلوكية "[25] .
ومن أهم الأخلاق التي تطرق لها ابن القيم الجوزي في مؤلفاته :
(1) الأدب مع الوالدين.                                   (2) أدب الاحترام والتوقير.
 (3) أدب الأخوة.                                        (4) أدب احترام المعلم.
(5) أدب الجار.                                           (6) أدب الاستئذان.
 (7) أدب الحديث والسلام.                               (8) أدب مظهر الطفل.
 (9) آداب المشي والجلوس.                               (10) آداب الطعام والشراب.
(11) آداب الإنصات أثناء تلاوة القرآن.                  (12) خلق الحياء.
 (13) خلق الصدق والتحرز من الكذب.               (14) الأمانة وعدم الخيانة.
 (15) خلق حفظ السر.                                 (16) العفو والتواضع.
وهنا يقول الإمام الغزالي: "ولن ترسخ الأخلاق الدينية في النفس ما لم تتعود النفس جميع العادات الحسنة، ولم تترك جميع الأفعال السيئة، وما لم تواظب عليه مواظبة من يشتاق إلى الأفعال الجميلة ويتنعم بها، ويكره الأفعال القبيحة ويتألم بها، والأخلاق الجميلة تكون باعتياد الأفعال الجميلة، وبمشاهدة أرباب الأفعال الجميلة ومصاحبتهم، وهم قرناء الخير وإخوان الصلاح،  إذ الطبع يسرق من الطبع، والشر والخير سواء في ذلك، والأصل في تأديب الصبيان الحفظ من قرناء السوء، وكل مولود يولد معتدلًا صحيح الفطرة، وإنما بالاعتياد والتربية تتهذب أخلاقه، وكلما ظهر من الصبي خلق جميل وفعل محمود، فينبغي أن يكرم عليه ويجازى عليه بما يفرح به ويمدح بين أظهر الناس، فإن خالف ذلك مرة فينبغي أن يتغافل عنه، فإن عاد ثانيًا فيعاتب سرَّا ولا يكثر عليه العتاب في كل حين؛ فإن ذلك يهوِّن عليه الملامة ويسقط وقع الكلام من قلبه، ويحسن أن يظل للأب عنده هيبة من أن يوبخه والأم تخوفه بالأب) [26].
 "إن التدرج في التربية والتدريب والإرشاد لازم حتى يكتسب الطفل الصفة أو المهارة أو لترسيخ الاعتقاد والخلق، فالصفات الخلقية والمبادئ الاعتقادية مثل المهارات العضوية تحتاج إلى التدرج في اكتسابها، وتكرار فعلها حتى تُكتسب وتُتقن وتُؤدى بسهولة ويسر وبلا جهد ولا صعوبة،  مثل من يتعلم مهنة قيادة السيارات أو تعلم لعبة رياضية؛ فإنه يتعلمها شيئًا فشيئًا، وبتكرار فعلها تصبح سهلة على من يتعلمها بعد أن كانت صعبة وشاقة، بل بكثرة التكرار يمهر فيها ويؤديها بإتقان وكفاءة مع اليسر في أدائها وبأقل جهد؛ فاكتساب الأخلاق رياضة ومجاهدة بأن يحمل النفس على الأعمال التي يقتضيها الخلق المطلوب ....... ومع التكرار والوقت تعتاد النفس البذل فيصير طبعًا لها، ويصير بذلك جوادًا"[27] .
المبحث الثاني : الصحة النفسية
للنفس البشرية عالم رحب وواسع يتسع لما لا يتسع له غيره من مكونات المخلوق البشرى ،ولهذا السبب خص الله النفس بآيات كثيرة فلا تكاد تخلو آية أو حديث من النفس ، ولما كانت هذه المفردة تأخذ أبعاداً متنوعة مختلفة فقد تحدث القرآن عنها وعن مدلولاتها ، وخصها بالتفصيل و الإسهاب لما لها من قوة ومكانة في الإنسان حيث ورد ذكر لفظ النفس وما يشتق منها في (313 ) موضعاً  في القرآن ،واتخذت معاني كلية وجزئية ، قال الله تعالى : (وَفِي أَنْفُسِكُمْ  أَفَلَا تُبْصِرُونَ )[28] .
ومن الفكر التربوي أن الإنسان الناجح هو من يعرف ايجابيات نفسه ويدعمها ويحاول الابتعاد عن سلبياتها وكل إنسان يولد على الفطرة أي أنه خيّر ولكن المحيط الذي يعيش فيه هو المسئول عن تشكيل شخصيته ولقد تناول القرآن الكريم أبعاد  الشخصية السوية و الغير سوية ، بتناول مجموعة من العوامل المكونة لكل من السواء وعدم السواء في الشخصية ،ويوضح لنا القرآن الكريم أن الصحة النفسية تتجلى من خلال عاطفة الحب المتدفق من الإنسان نحو خالقه لأن الله هو صاحب الحياة وصاحب الفضل في هذه النعم التي ينعم بها الإنسان.
أولاً : النفس البشرية فى القرآن والسنة [29]
لقد فسر القرآن الكريم أحوال النفس البشرية بما يتصل بها من الخواطر والوساوس والهواجس والأحاسيس من فرح و حزن ووحشة وأنس وانقباض وانبساط وارتجاف وقلق واضطراب وغير ذلك مما سجله العلماء بعد طول معاناة ودراسة وتأمل ، وفى القرآن معلومات كثيرة وشاملة عن النفس البشرية لأن مهمته الأولى هي التربية والتوجيه فهو كتاب يخاطب النفس ويوجهها لقوله تعالى : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) [30].
ولما كان من أصعب أنواع الجهاد جهاد النفس فهذا يدل على مدى أهمية النفس في الإسلام ،و العاقل يعلم أن حياته الصحيحة هي التوبة والرجوع إلى الله سبحانه ومحبته واغتنام الفرص للعبادة وهذا من أهم أساليب العلاج النفسي ، ولقوله صلى الله عليه وسلم "اغتنم خمساً قبل خمس ، حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وشبابك قبل هرمك و فراغك قبل شغلك وغناك قبل فقرك"[31]  ، والنفس في الهدى النبوي إذا صلحت أنصلح أمر الجسم وإذا فسدت فسد أمر الجسم فعلاجها أولى وأهم من علاج البدن ، فالمقصود من هذا أن كثيراً من الأمراض العضوية يكون سببها المباشر أو غير المباشر  نفسي أي نتيجة اضطراب الحالة النفسية .
قام الرسول صلي الله عليه وسلم بتشخيص الأمراض البدنية التي ألمت ببعض أصحابه ووصف العلاجات المناسبة لها ، وربط صلوات الله عليه بين العلاج البدني والعلاج النفسي فنصح بعض أصحابه ممن يعانون منهم بألم في بطنه أو ألام في رأسه بالصلاة أو الإستعاذه أو باستخدام الرقية أو بذكر بعض الآيات القرآنية كالمعوذتين و آية الكرسي وغير ذلك من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية الشريفة ، لقد فرق الرسول صلى الله عليه وسلم بين الأزمات النفسية التي يمكن أن تهاجم الإنسان وتعترض حياته فتصيبه بالهم والغم والكرب و الحزن والأرق والقلق وربما تنتهي به إلى الصراع النفسي (الروحاني) .
ثانياً : تصنيفات النفس البشرية كما ذكر ابن القيم عنها في القرآن والسنة [32]
1ـ النفس المطمئنة :
قال الله تعالى : ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي )[33] ، والنفس المطمئنة هي أرقى درجات الرفعة التي تصل إليها النفس البشرية ،فلم ترد النفس فى القرآن الكريم بهذه الصفة إلاَ في هذه الآية ولعلّ الوصول إلى الاطمئنان يحتاج الكثير من المسلم حتى يرقى إليه ، فالنفس المطمئنة هي تفاعل ايجابي أساسه الإيمان ،فالروح التي أراد الله لها أنتكون نقية صافية مؤمنة تتفاعل بالعقل الذي آمن بالله من خلال التفكير بمعجزات الكون والخلق كافة .
2ـ النفس الأمارة بالسوء :
قال تعالى (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ)[34] ، من خلال هذه الآية نرى للنفس هنا مكانا للشر و الفتنة وتقترن بالهوى والشيطان وبفعل السوء ، والنفس الأمارة بالسوء تأمر صاحبها بفعل الخطايا والآثام وارتكاب الرذائل وهى التي توسوس لصاحبها بشتى الو سائل مستعملة معها لتحسين و التيسير وكل المغريات التي توقعه بلا شك في الإثم و الخطأ .
3ـ النفس اللوامة :
قال تعالى :( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ) [35]، تعتبر النفس اللوامة درجة وسطى بين النفس المطمئنة و النفس الأمارة بالسوء،والرقى من النفس الأمارة بالسوء إلى النفس اللوامة يحتاج إلى الاعتراف بالذنب و غسل الذنب بالدموع والعودة إلى الله والتوبة النصوحة في جادة الصواب قال تعالى : (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )[36] .
وهى من أفضل الأنفس عند الله لأنها تعمل كرقيب على الإنسان حتى لا يقع في المعاصي وتلوم صاحبها وتشعره بالذنب عندما يخرج عن دائرة الصواب إلى دائرة الانحراف ، أي هي بمثابة الناهي عن الخطأ و المرشد إلى الصواب
لقد أخذت النفس عالماً واسعاً من التحليلات النفسية والفلسفية لما فيها من ظواهر وعلامات كثيرة تشير إلى سير عملها ونشاطها ومجال حركتها ،وعلاقتها بالعقل والقلب والجسد  ومن ثم علاقتها بالأهواء والنزوع نحو الشر أو الخير وجميع ذلك نجده في القرآن الكريم .
يقول الله تعالى : (وَنَفْس وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُوْرَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَد أَفْلَح مَن زَكَّاهَا (9) وَقَد خَاب مَن دَسَّاهَا (10) )[37] ،  وقد اهتم العلماء بمؤلف ابن القيم  "ذم الهوى"  بذكر فلسفته التربوية في النفس البشرية :[38] " من خلال التعمق في آيات الله والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ، الذي يعتبر أعظم معالج نفسي ، فقد عالج أمراض نفسية يعجز الأطباء في العصور القديمة والحديثة على السواء في إيجاد علاج لها ، فالقرآن الكريم فيه علاج لكل زمان ومكان لجميع الأمراض المستعصية "،ويتمثل ذلك في بعض المصطلحات التي ورد ذكرها
مؤخراً في مؤلفات ابن سينا،  والرازي ، والإمام الغزالي كالجو النفسي المزاج النفسي العلاج النفسي والأحوال
النفسية والأهواء النفسية و الانفعالات والعلل النفسية الآفات النفسية ، الوساوس ، الصرع الروحي ، الكروب ،الهم ، وهي في مؤلفات ابن القيم بعنوان "العلاج الروحي " و " الطب الروحاني " .
المبحث الثالث: فلسفة ابن القيم في  تربية الطفل [39]
أولاً : الحقوق التربوية للطفل عند ابن القيم في مؤلفاته
أن العناية بالطفولة في الإسلام من الموضوعات الأساسية الهامة التي عالجها القرآن الكريم وترجمتها السيرة النبوية ، قال تعالى: ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا . وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا )[40] ،  وفى سيرته صلى الله عليه وسلم شواهد حافلة بالرعاية الصادقة بالطفولة، وفيها لمحات تربوية ونفسية مليئة بالحنان والعطف على الأطفال فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام كثيرا ما يداعب الأطفال الصغار ويتلطف معهم ويقضي وقتا في اللعب، ومن حقوق الطفل عند ابن القيم في مؤلفاته ما يلي:
(1) حق الطفل في الحياة
 (2) من حق الطفل حسن اختيار أمه وأبيه
 (3) حق الطفل على الوالدين في اختيار اسم جميل له
 (4) حق الطفل في الرضاعة
 (5) حق الطفل في الحضانة والحب والحنان
o     الحاجة إلى الأمن والطمأنينة.
o     الحاجة إلى التقدير الاجتماعي.
o     الحاجة إلى الرعاية الوالدية والتوجيه.
o     الحاجة إلى الحب والمحبة.
 (6) حق الطفل في اللعب.
 (7) حق الطفل في الاهتمام به جسمياً ونفسياً.
 (8) حق الطفل الاهتمام به خُلقيا .
 (9) حق الطفل في تنمية ثقته بنفسه ( الحاجات النفسية للطفل )
ثانياً:  طريقة التعليم عند ابن القيم
فقد اختلف في السن التي يبدأ عندها تعليم الطفل، فهي ليست ثابتة، وقد ترك الآباء أحرارا فلم يقيدوا بسن معينة لإرسال أطفالهم إلى الكتاب،كما لم تفرض عليهم الدولة تعليم الأبناء واكتفوا بأن اعتبروا التعليم فرضا من الفروض الدينية، رأى ابن القيم أن تقوم طريقة التعليم على الفهم ثم الحفظ، وقد أدرك كبار مربي العرب أهمية التدرج في التعليم وتقريب العلم من أذهان المتعلم شيئا بعد شيء. وطريقة التعليم عند المسلمين "طريقة فردية" في الجملة، محورها الفرد وميوله واستعداداته، يعنى فيها المعلم بكل طفل على حدة أو يوجه تعليمه إلى الطفل المفرد، لا إلى الأطفال جملة.
ثالثاًً: إشباع حاجات الطفل عند ابن القيم
إن الطفل يحتاج إلى إشباع حاجاته في الشعور بالأمن والاستقرار وهو بحاجة إلى المحبة والتقدير، ويتفق المربون المسلمون على ضرورة مدح الطفل وتشجيعه إذا ما ظهر أي شيء يستحق المدح وذلك تشجيعا له ، ويقول ابن مسكوية في تهذيب الأخلاق : "يمدح الصبي بكل ما يظهر فيه من خلق جميل وفعل حسن يكرم عليه، والتربية الدينية خير وسيلة لإرواء هذه الحاجة ودفعها إلى الاتجاه الصحيح الذي يحقق الخير للطفل ولمجتمعه الذي يعيش فيه، والإسلام يهتم بالطفل اهتماما كبيرا ويحث الآباء والمعلمين على معاملته معاملة راقية تتصل بأبعاده النفسية والجسدية والخلقية والاجتماعية، وأن يقوم على إرشاده إلى عوامل من المحبة والصداقة والتعاون " [41] .
المبحث الرابع  : فلسفة ابن القيم في التعليم
أولاً : الأساليب التعليمية عند ابن القيم:
o     ركز على تعليم المرأة الأمور التي تقتصر على الأمور الدينية واعتبر العلم واجبًا عليها .
o     اعتبر السن المناسب للبدء بالتعليم هو سن الخامسة .
o     طلب من المعلم عدم أخذ الأجرة على التعليم ، وطلب الأجر من الله تعالى .
o     اتبع ابن  القيم أسلوب القدوة في التعليم حيث كان نموذجًا لطلبته.
o     ركز على ضرورة ربط المعلم بين علمه وعمله ليكون قدوة للمتعلمين .
o  استخدم أسلوب القصة في تعليمه ويظهر ذلك من خلال كتابه التبصره حيث تعرض لقصص بعض الأنبياء الأذكياء ، وأخبار الحمقى والمغفلين ، كنماذج للشخصيات الذكية والشخصيات الحمقاء.
o     دعا المعلم إلى استخدام أسلوب إعداد التصانيف ، مما يؤدي إلى التعلم الذاتي .
ثانياً :  المبادئ التربوية في التعليم عند ابن القيم :
§       مراعاة الفروق الفردية .
§        الربط بين العلم والعمل .
§       عدم الجمع بين أكثر من علم في آن واحد.
§       الدعوة إلى عدم التقليد
§       الاهتمام بقيمة الزمن واستغلاله
§       الدعوة إلى الثقافة والمطالعة ، والتربية المستمرة .
§        التعلم الذاتي، والاهتمام بالعقل وتدريبه ، والعزلة والاختلاط
§        الربط بين الحفظ والفهم
§       الدعوة إلى علو الهمة .
ثالثاً : وسائط التربية عند ابن القيم :
o     اهتم بدور الأسرة في تربية النشء.
o      ركز على دور الرفاق في التربية ،ودور المعلم في ذلك .
المبحث الخامس : أوجه الشبه والاختلاف بين الفكر التربوي عند ابن القيم والفكر التربوي الحديث
§       اتفقت التربية الحديثة مع ابن القيم بأن الذكاء موروث من جهة ، ومكتسب من جهة أُخرى،  كما اتفقت معه بأن الذكاء هو قدرة على الفهم والتوجيه للسلوك ونقده . وأن هناك ارتباطًا بين الذكاء والتحصيل .
§    واختلفت معه في الصفات الصورية التي ربطها بالذكاء ، حيث لم تربط التربية الحديثة الذكاء بلون العينين أو طول القامة ، أو حجم الرقبة كما فعل ابن القيم.
§     اتفقت التربية الحديثة مع ابن القيم بضرورة التعليم ، حيث اعتبره ابن القيم فرض على المسلم ،  كما اعتبرته التربية الشيوعية إلزاميًا للجميع ، أما الدول الرأسمالية فلم تجعله إلزاميًا ولكنها أتاحت الفرصة أمام الجميع للتعلم ، وذلك من خلال إقرارها مبدأ ديمقراطية التعليم وتكافؤ الفرص التعليمية .
§   أما بالنسبة للغاية من طلب العلم فهناك اختلاف واضح بين ابن القيم والتربية الحديثة ، حيث يركز ابن القيم على أن الغاية من طلب العلم معرفة الخالق والعمل على طاعته،  وإذا نظرنا إلى التربية الحديثة فإننا لا نجد هذه الغاية ، كما  أن هناك اختلافًا واضحًا في الأهداف ، حيث يرى ابن الجوزي أن الهدف من التربية هدف ديني وخلقي بينما هناك أهداف مختلفة للتربية الحديثة تم التعرض لها ، حيث تتمحور حول الفرد ومنفعته والرقي به ، وليس هناك أي هدف ديني في أهداف التربية الحديثة .
§   اتفقت التربية الحديثة مع ابن القيم على احترام المعلم ولكن الاختلاف يعود إلى التطور الزمني ، مما أدى إلى ظهور أدوار جديدة للمعلم لم تكن موجودة في عصر ابن القيم وقد تم ذكرها ،  كما أن المعلم في التربية الحديثة موجه ومرشد أما في فكر ابن القيم مصدر المعلومة وعلى المتعلم أن يأخذ العلم منه وإن كان على خطأ.
§       هناك اتفاق بين ابن القيم والتربية الحديثة على الاهتمام بالمتعلم من جميع النواحي النفسية ، والعقلية ، والوجدانية ، والجسمية ، وعبر المراحل العمرية المختلفة إ ّ لا أننا نلمس أن التربية الحديثة تعتبر الفرد محور العملية التعليمية، وتركيزها على الفرد اكبر من تركيز ابن الجوزي على ذلك .
§       فقد اتفق معظم علماء التربية الحديثة مع ابن الجوزي بضرورة العقاب ، ولكنهم اختلفوا معه حول العقاب البدني حيث اعتبره ابن الجوزي الحل الأخير في قائمة العقوبات ، أما التربية الحديثة فقد رفضته.
§   أما بالنسبة للتربية الخلقية فقد اختلف ابن الجوزي مع التربية الحديثة ، حيث كانت تربيته الخلقية تربية مستمدة من الدين ، أما الأخلاق بالنسبة للتربية الحديثة فهي نفعية نسبية ومتغيرة .

 ............................................................................................

  
حواشي الفصل الرابع
21. جبار ،سهام مهدي ، الطفل في الشريعة الإسلامية، ص(311-312)
22. سورة القلم، اية رقم (٤)
23. الغزالي ،إحياء علوم الدين، ج 2 ، ص (258 )
24. حسين ،محمد ،العشرة الطيبة،  ص(216)
25. سورة الذريات ، آية رقم (21)
26. الحجاجي ، حسن ، الفكر التربوي عند ابن القيم ،ص( 235-247)
27. سورة النازعات ، اية رقم (40)
28. الألباني ، صحيح الترغيب ، ص( 3355)
29. الحجاجي ، حسن ،الفكر التربوي عند ابن القيم ،ص( 235-247)
30 . سورة الفجر،  آية رقم ( 27)
31. سورة يوسف آية رقم (53)
32. سورة القيامة آية رقم( 2،1)
33. سورة النازعات ، اية رقم (40)
34. سورة الشمس ،آية رقم (7-10)
35. ابن القيم ، ذم الهوى
36. الحجاجي ، حسن ،الفكر التربوي عند ابن القيم ،ص( 235-247)
37. سورة الكهف ،آية رقم ( 46)
38. ابن مسكوية ، تهذيب الأخلاق، ص( 68)












 ..................................................................................................................................................................





الخــاتـمــة

نتائج الدراسة:  
o     التركيز على التربية العقلية والنفسية  والاجتماعية والثقافية من خلال استخدام الأسلوب حل المشكلات
o     التربية على أهمية إثارة دافعية المتعلم .
o     الاهتمام بمرحلة الطفولة والمراهقة في حياة المتعلم .
o     مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة.
o     الاهتمام بالتربية الخلقية من خلال توظيفها التوظيف الصحيح .
o     تنمية شخصية الطالب وقدراته الإبداعية
o     التركيز على التعلم الذاتي والاستفادة
o     العمل على احترام المعلم والاهتمام به عن طريق الترقيات والحوافز.
o     التركيز على التربية المستمرة وإتاحة الفرصة للجميع للحصول على المعرفة .

توصيات الدراسة
o     إعداد البحوث التربوية التي تتناول دراسة الفكر التربوي لدى العلماء المسلمين .
o     أهمية غرس القيّم الأخلاقية الإسلامية وتنميتها لدى الناشئة في مجال التربية والتعليم .


 ............................................................................................................. 

قائمة المصادر والمراجع

o      القرآن الكريم.
o      الأحاديث النبوية الشريفة.
o      ا بن الجوزي ، صيد الخاطر ، تحقيق رمزي السعدي ، دار الرشد ،  الطبعة الاولى ، 1425هـ
o      عبد الرحمن النحلاوي ، أصول التربية الإسلامية ،  دار الفكر ، دمشق ، الطبعة الأولى ، 1399 هـ .
o      تلبيس إبليس ، دار الوطن ، رسالة دكتوراه للباحث " أحمد المزيد " ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – كلية أصول الدين ، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة ،وقد طبعت الرسالة سنة ( 1423 هـ ) ،  أول طبعة لكتاب " تلبيس إبليس " كانت في الهند ، سنة ( 1323هـ )
o      الذهبي ،  تذكرة الحفاظ " ، دار المأمون ، الطبعة الأولى ، 1407هـ
o      حسن الحكيم ، كتاب المنتظم ،دار التراث ، الطبعة الأولى ، 1415هـ.
o      ابن الجوزي ،المنتظم ،  دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1412هـ    
o      ابن الجوزي ، المشيخة ، الدار التونسية ، الطبعة الأولى ،1977م  
o      ابن كثير ، البداية والنهاية ، دار الفكر ،الطبعة الاولى 
o      ابن حجر ، تهذيب التهذيب ، دار الكتب العلمية ،الطبعة الثانية ، 1420هـ
o      الذهبي  ،تذكرة الحفاظ ،  دار المأمون ،الطبعة الأولى ، 1407هـ
o      الذهبي،سير أعلام النبلاء، دار الرسالة ، الطبعة الرابعة ، 1415 هـ .
o      ابن الجوزي، تهذيب التهذيب ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الثانية ، 1420 هـ .
o      ابن الجوزي ، دفع شبه التشبيه ، ناصر العلوان ،دار العاصمة ، الرياض ، الطبعة الأولى ، 1415 هـ  .
o      ابن الجوزي ، المدهش،المؤسسة العالمية ، بيروت ،  الطبعة الأولى ،1973م  .
o      ابن الجوزي، بستان الواعظين ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1984م .                                                                              
o      ابن الجوزي ، صيد الخاطر ، تحقيق : رمزي السعدي ،الطبعة الأولى ، 1425هـ، مكتبة الرشد ، الرياض
o      ابن الجوزي، كشف المشكل ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1415 هـ .
o      ابن الجوزي ، المنتظم في أخبار الملوك والأمم ، دار الكتب العلمية ، الطبعة الأولى ، 1412هـ  .
o      العساف ، صالح حمد : المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية ، 1431هـ - 2010م ، دار الزهراء ، الرياض.
o      مجلة المنار المصريه _العدد :23 _جمادى الآخرة _ 1318هـ .
o      أحمد ، لطفي بركات ، ١٩٨٢، في الفكر التربوي الإسلامي ،دارالمريخ ، ط ١ ، الرياض
  
.......................................................................................................... 
فهرس الموضوعات :
الفصل الأول
o      الإطار العام للدراسة
o      مشكلة الدراسة
o      أهداف الدراسة
o      أهمية الدراسة
o      منهج الدراسة
o      حدود الدراسة
o      مصطلحات الدراسة
o      الدراسات السابقة
حواشي الفصل الأول
...........................................................
الفصل الثاني
o      المبحث الأول : التعريف بابن القيم
o      المبحث الثاني : شيوخه
o      المبحث الثالث : منزلته ومكانته
o      المبحث الرابع : أقوال العلماء فيه
o      المبحث الخامس : مؤلفاته
o      المبحث السادس: وفاته
حواشي الفصل الثاني
..........................................................
الفصل الثالث
o      المبحث الأول : اسم الرسالة وبعض طبعاتها
o      المبحث الثاني : وصف الرسالة وطريقة تأليفها
o      المبحث الثالث : أبواب الكتاب وفصوله
حواشي الفصل الثالث
.............................................................
الفصل الرابع
o      المبحث الأول : أهمية النمو الخلقي عند الطفل ومراحله
o      المبحث الثاني : الصحة النفسية
o      المبحث الثالث : فلسفة ابن القيم في تربية الطفل
o      المبحث الرابع : فلسفة ابن القيم في التعليم
o      المبحث الخامس : أوجه الشبه و الاختلاف بين الفكر التربوي عند ابن القيم والفكر الحديث
حواشي الفصل الرابع


5
5
6
6
6
6
6
7،8



10،11 
  12
12،13
13
13،14
14



16
16
16،17



19،21
21،23
23،25
25،26
26،27